يواصل مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، تنظيم المحاضرات التثقيفية لتوعوية أفراد المجتمع بالأساليب التربوية الصحيحة التي تساهم في الوقاية من المشاكل السلوكية للأبناء خلال مراحلهم العمرية، والاستفادة من المناقشات المطروحة منذ ذوي الخبرات في التخصصات المختلفة مع الحضور، لتمكنهم من إيجاد حلول لهذه المشاكل السلوكية التي تعترض الآباء والأمهات مع أبنائهم، وتساهم في الاستقرار الأسري والاجتماعي لأفراد المجتمع.
على ضوء ذلك نظم مركز سنا للإرشاد الأسري، محاضرة "كيف نساعد أطفالنا في علاج مشكلاتهم السلوكية" للاختصاصي النفسي أحمد حسن آل سعيد، يوم الثلاثاء ٨ جمادى الآخر ١٤٤٥هـ، استهدفت أكثر من ٨٠ شخصًا من الأبناء والأمهات والمهتمين والمهتمات بالتربية، عبر الحضور المباشر في قاعة المحاضرات لجمعية البر الخيرية بسنابس المبنى (الجديد)، والبث المباشر على صفحة الإنستقرام الخاصة بجمعية البر الخيرية.
من جانبه استبق عضو مركز سنا للأرشاد الأسري حسين آل خيري الاختصاصي آل سعيد بالتعريف به قبل بدء المحاضرة، وسرد سيرته الذاتية الأكاديمية والمهنية، وخبراته في العلاج النفسي والإرشاد السلوكي، مشيرًا إلى أن المحاضرة هي حلقة إرشادية من مركز سنًا للوقاية من المشاكل التربوية للأبناء، والتي يجب منها يجد أفراد المجتمع مساحة معرفية تعينهم على تربية أولادهم وبناتهم.
واختزل الاختصاصي النفسي أحمد حسن آل سعيد تجاربه في علاج المشاكل النفسية السلوكية للأطفال في محاضرته، مؤكدًا فيها على أهمية تفهم سلوكيات الأبناء، والتعاون لحلها بشكل مشترك بين الوالدين والطفل، بطريقة تشبع احتياجاته النفسية، والتربوية، والاجتماعية، مع منحه الأحترام وتقدير شخصيته، بخلق الحوار الإيجابي معه وأعطائه مساحة للتعبير عن مشاعره بما يناسب مرحلته العمرية.
وطالب بضرورة اقتناع الوالدين بأن مهمة تعديل السلوك غير المرغوب لابد أن تكون بشكل جدريًا وليس طارئًا، مع الاستعانة بالاستشارات من الاختصاصيين، محذرًا من خوف الوالدين على طفلهم بتقديم الحماية الزائدين، وجعل الطفل شديد الاتكال عليهما، وتقديم التدليل له مما يفسد سلوكه، موصيًا الوالدين بإتقان الأساليب التربوية التي لا تؤثر سلبًا على شخصية طفلهما مستقبلًا، وتعزز اكتسابه مهارات تساهم في صقل شخصيته ويستطيع التغلب على المشاكل التي يتعرض لها بمفرده.
ونوه الاختصاصي النفسي السلوكي إلى أنه لا يملك العصا السحرية لعلاج المشاكل السلوكية للأبناء، وأنما علاجها يكون بأعتراف الوالدين بأنهما جزء من المشكلة، ويكونا قدوة لأبنائهم من خلال السلوك الممارس منهم أمام أولادهم، منتقدًا إجابة البعض على سؤال لماذا ضربت أولادك؟ بقوله: "نحن كذلك ضُربنا من أبائنا" وهذا غير صحيح، ودليل ذلك ظهر في ممارستهم سلوك سلبي على أطفالهم من؛ العصبية، والعنف الجسدي واللفظي، وحتى التدليل، نتيجة تفريغ الضغط النفسي المكبوت الذي تعرض له الوالدين أو أحدهما في صغرهما.
وطرح آل سعيد عدة تساؤلات على الحضور ومنها ما الذي يجعل الطفل يسلك السلوك غير المرغوب، ما الأسباب المشاكل السلوكية عند الأطفال، وهل يحق الطفل أن يغضب إذا شعر بعدم الأمان، وما هي أكثر المشاكل شيوعًا عن الأطفال؟
وشدد الأختصاصي في ختام المحاضرة على ضرورة تفهم الوالدين السبب من وراء أي سلوك يمارسه الطفل، كما أن الطفل الأهل والبيئة المحيطة هي جزء متصل من سلوكيات الطفل، والحل بيد الوالدين، بتحليهم بحسن التصرف والصبر، مقدمًا همسة أبوية بقوله؛ "أولادنا نعمة من عند الله وعلينا رعايتها".
من جانبه وجه أعضاء مجلس إدارة الجمعية ممثلًا برئيسه حسين علي أبو سرير الشكر إلى الحضور والاختصاصي أحمد آل سعيد على تقديمه المعلومات المعرفية للأفراد والتي تعتبر رافد معرفي يؤمن حياة أسرية آمنة.