تقرير : سجى الحريري
تصوير : محمد الضامن
في سنابس..الاختصاصي النفسي جلال عبدالناصر : اختلاف الطباع في العلاقات الزوجية..بين الحب وخيبات الأمل.
كشف الاختصاصي النفسي جلال عبدالناصر عن بعض القصص الواقعية التي انتهت بالطلاق والتي كان أحد أسبابها الخذلان مبينًا أنّ خيبات الأمل تُحدث ندوبًا وتشوهاتٍ نفسية لشريك الحياة، وهو أصعب شعور يمكن أن يُعايشه الإنسان خصوصًا المتزوجين.
وطرح سؤالاً للمتدربين عن مدى تأثير أسلوب اختيار الشريك على نمط العلاقة الزوجية، ليُجيب: مَن منا لا يريد أن يدوم الحب في حياته الزوجية؟! هذا الذي يضمن السعادة والاستقرار للحياة في العموم، ولكن كثيرًا ما تقف في وجه الحب والاستقرار الطباع الشخصية للشريكين، والتي علينا أن نفهمها حتى نستطيع التعامل معها.
وبيّن أنّ اختلاف الطباع لا يعني صعوبة استقرار العلاقة، أو استحالة كونها سعيدة، لأن الاستقرار والسعادة ممكنان دائمًا إذا تحقق التفاهم، وبَذَل الشريكان الجهد الكافي.
وقال: إنّ الزواج الناجح يعتمد على التواصل الفعال وهو حوار يقود إلى تقليص الضغط أو تقديم الدعم للشريك، مشيرًا إلى أنّ التواصل الأسري يتضمن التأثيرات النفسية، والانفعالية، والسلوكية المتبادلة بين الزوجين، بحيث يكون السلوك الإيجابي لأحدهما مؤثرًا وفعالًا في تشكيل السلوك الإيجابي للآخر.
وأكد أن التواصل الفعال يعد حجر الزاوية الذي ترتكز عليه الحياة الزوجية في تحقيق أهدافها، وتوفير الاتزان الحيوي والاستقرار الانفعالي، والأمن الاجتماعي للأسرة.
وشرح مفهوم الاستقرار الأسري على أنه العلاقة الزوجية الناجحة التي تحظى فيها الأسرة بقدرٍ عالٍ من التخطيط الواعي سواءً في كيفية أداء الواجبات أو حل المشكلات، مع وجود عامل الديمقراطية الذي يضمن التكيف والمرونة في مواجهة الأزمات.
وأضاف عبدالناصر أنّ الأسرة السعيدة هي التي تقوم بأداء كامل وفعّال لوظائفها بهدف إشباع جميع احتياجات الأبناء، سواءً كانت نفسية أو جسمية،
مما يشجع الأبناء على الاهتمام بالنواحي الاجتماعية والدينية خارج الأسرة وداخلها. كذلك تنمي لديهم دوافع نحو الإنجاز والتفوق والعمل على تحقيق الأهداف. وأكد أن الحب هو الركيزة الأولى التي تقوي اعمدة البناء الأسري.
وأشار عبدالناصر إلى العوامل الثلاثة التي يعتمد عليها الاختيار الناجح لشريك الحياة وهي؛ عامل التجانس، عامل المكان، وعامل القيمة. مشيرًا أن اختلاف هذه العوامل الثلاثة لا يحقق نجاح الحياة الزوجية.
وعدّد مظاهر الاتصال، وهي: المشورة، المشاركة، الروح الفكاهية، الروح التضامنية، والعلاقة الحميمية.
وأشار إلى المفاهيم الأساسية التي ترتكز عليها العلاقة الزوجية فيتحقق التناغم الأسري،وهي: الحب، الاحترام، التفاهم، الانتماء، التعاون، والصداقة. وذكر ببعض التفصيل الجوانب الأساسية في التوافق الزواجي.
وتطرق إلى أنواع الحب التي عرفها الإغريق موضحًا أنّ لكل نوع من الحب جماله في حياة الأشخاص بحسب مفهومهم، ومن خلاله تدوم العلاقات.
وفي ختام محاضرته أوصى الأزواج قائلاً: اشعلوا دومًا قناديل المحبة والألفة بينكم؛ ليبقى الزواج ناجحًا على الدوام باستمرارية قناة التواصل الإيجابية التي تربط بينكم، والتي تسمح لحياتكم بالنمو والنضج النفسي والاجتماعي في إطار يسعدكم.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، بعنوان قناديل المحبة. قدمها الاختصاصي النفسي جلال عبدالناصر يوم الأربعاء 8 ربيع الآخر 1444 هـ بحضور 105 شخصًا من المهتمين.