جمعت محاضرة "كيف نحمي أولادنا من الانحراف " أكثر من ٢٠ شخصًا من فئة الشباب، والأباء والأمهات، ناقشوا فيها مع مقدمها الاختصاصي النفسي جلال آل ناصر مشكلات الانحرافات عند المراهقين، والشباب، بخلق حوار مفتوح، محاولين فيه مواجهتها بمعرفة الاحتياجات النفسية والثقافية، والاجتماعية، مؤكدين على ردم الفجوة المعرفية والثقافية التي قد تنشأ في فترة المراهقة وتوقع الأبناء والبنات في مهالك الانحرافات ويكون أثرها وخيمًا وممتدًا لمراحل متقدمة من عمر الشخص.
جاء ذلك بتنظيم من مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، ضمن سلسلة المحاضرات الأسبوعية التثقيفية، والتي نفذت يوم الثلاثاء ٢ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ، في قاعة المحاضرات بمقر الجمعية.
ونبه آل ناصر في حديثه إلى أن الشخص لا يستطيع أن يحمي نفسه والآخرين من الانحراف الا عندما يكون لديه مفهوم واسع عن الانحراف ، والوعي بالعواقب التي تنطوي على سلوكه غير السوي، وكيف يتم التعامل معه، والوقاية من الوقوع فيه، والاعتراف النفسي بوجود انحراف، وعلاجه يكون بالبناء المعرفي السلوكي وتغيير الثقافة التي يتبناها المنحرف.
وأوجز مفهوم الانحراف على أنه يتمثل في مظاهر السلوك غير المتوافق مع السلوك الاجتماعي السوي والتي تمهد بعد ذلك إلى الانزلاق نحو الإجرام، ويتمثل في عدة مظاهر سلوكية منها؛ السرقة، الكذب، التخريب وتهديد الأمن، وكذلك الهروب من المنزل.
وركز في نقاشه على الحديث عن مرحلة المراهقة كونها مرحلة جوهرية في حياة الإنسان وانتقالية من مرحلة الطفولة إلى الشباب، ذاكرًا أنواعها التي تتعدد بين؛ السوية، والانسحابية، والمتمردة، والتي تتوحد جميعها في الحاجات الأساسية التي يحتاجها المراهق من؛ حاجات نفسية، واجتماعية، و ثقافية.
وطرح الاختصاصي سؤالًا: كيف نحمي أولادنا من الانحراف؟ مجيبًا على ذلك؛ يمكن حماية أبنائنا من الانحراف وفق أغلب الأبحاث التربوية التي تطالب بضرورة اكتساب المراهق عدد من المهارات من بينها؛ تقدير الذات، القدرة على إتخاذ القرار، وضبط النفس ومن ثم التواصل الجيد مع الآخرين.
وطالب بضرورة اكتساب عدد من فنيات اتخاذ القرارات والتي تساهم في بناء الثقة بالنفس ، وتعزز تحمله المسؤولية عند اختياراتهم ونتائجها، وكذلك يعزز قدرة المراهقين على اتخاذ قرارات مستقلة وواعية، كما تساعد في تحسين قدرتهم على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة.
واختتمت المحاضرة بوقفة شكر وتكريم من مجلس إدارة الجمعية، للاختصاصي جلال آل ناصر على حسن تقديمه للمحاضرة التي أثرت الجميع.
