سلطت الاختصاصية النفسية أنوار حسن الفتيل الضوء على أهمية وجود الاختلافات النفسية، والعاطفية، وكذلك الاجتماعية بين الزوجين، والأخذ بها على أنها نوعًا من التكامل، وفرصة لاكتساب مهارات حياتية جديدة تساهم في زيادة التواصل، والإلتقاء عند الهدف الذي من أجله تم الارتباط بينهما، مع الحرص على وجود بصمة خاصة وفريدة مختلفة لكل فرد منهما، تعزز علاقتهما خلال مراحل حياتهم الزوجية.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمت من مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، ضمن اللقاءات التثقيفية الأسبوعية، واستهدفت ٣٠ شخصًا من كلا الجنسين، يوم الثلاثاء ٢٩ اكتوبر ٢٠٢٤ م، بمقر جمعية البر بسنابس، بهدف توعوية أفراد المجتمع بالقضايا التربوية، والأسرية، والاجتماعية، وتقديم استشارات من ذوي الاختصاص، حول هذه القضايا بشكل مباشر .
من جانبه بدأ عضو مركز سنا للإرشاد الأسري حسين آل خيري بكلمة ترحيبية للحضور، بعدها سرد السيرة الذاتية للاختصاصية الفتيل، والإنجازات التي حققتها في مجال العلاج والإرشاد النفسي، على الصعيد المهني والعمل التطوعي الاجتماعي.
من جانبها استهلت الاختصاصية الفتيل حديثها مع الحضور بطرح تساؤلات عن تصوراتهم حول الحياة الزوجية، وكيف تم بناء الأفكار حولها مع تعدد التجارب بينهم، مع التركيز على إيجاد البدايات السعيدة التي ترسخ علاقتهم بشكل إيجابي، منذ فترة الخطوبة، معتبرًا الخطوبة إحدى المحطات التي يمر بها الزوجين، ومرحلة تعارف على بعضهما وانتقالية إلى مرحلة الزواج بما يحملاه من مهارات وتجارب وخبرات أولية تنمو منذ السنوات الأولى من الزواج ومع تقدم العلاقة بينهما، بالإضافة إلى حل المشاكل التي يتعرضان لها بشكل تلقائي، وعدم تركها ملفات مفتوحة تتداول بينهم بمجرد أي نقاش عابر.
وتطرقت إلى الأثر الإيجابي الذي تتركه المشاركة العاطفية، والروحية، والأسرية بين الزوجين، والتركيز فيها على الأمور التي يحبها الطرف الآخر، وتقديمها له بنظرة جديدة تحمل التقدير والاحترام، وإشعاره بقيمته وماذا يعني له، مما يمكنه من الحصول على الاحتياجات بصورة مرنة.
واستفاضت في تفسير أسباب الخلافات الزوجية التي تنتج من طرف واحد أو بصورة مشتركة، والتي تظهر بينهم بعدة أوجه منها؛ عدم إظهار الحب بشكل كافي، غياب التواصل الفعّال، عدم الحصول على التقدير والاهتمام، بالإضافة إلى عدم التعبير عن المشاعر، وكذلك الغياب عن المنزل وقضاء وقت طويل مع الأصدقاء، مما ينعكس على عدم الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية بينهما، مما يؤدي إلى عدم الإشباع الجنسي ، الذي قد تتحول إلى الغيرة والخيانة الزوجية.
وحذرت من التأثير السلبي الذي تتركه وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الزوجين والأسرة، مما قد تظهر مشاكل كثيرة تنغص حياتهما، ويفقدهما الشعور بالأمان الذي يكون صعبًا مع الجهل وغياب الوعي بالأثر السلبي لها، منوهة بأن الاستخدام الخاطئ للجوال وإدمان الدخول على بعض المواقع الشاذة، خطر وتهديد حقيقي للأسرة والمجتمع، مع وجود ثقافة مجتمعية هادمة لهذه العلاقة.
وكشفت الاختصاصية الستار عن عدد من الأسرار وراء السعادة الزوجين في الحياة، ويمكن الحصول عليها من معرفة بعض المفاهيم، والوعي بطريقة استخدامها، في الزمان والمكان المناسب، مما ينعكس ذلك بصورة إيجابية على العلاقة العاطفية بين الزوجين، والأسرية التي تكون أمتدادًا لعلاقتهم الاجتماعية، ومنها؛ التعبير الحقيقي عن المشاعر، الالتصاق الجسدي، الاحترام والحوار الهادئ، التسامح، بناء الثقة بعمق، ومشاركة الاهتمامات والدعم لبعضهما.
على ضوء ذلك تعددت المداخلات من الحضور، والتي أوصت بضرورة أخذ الحياة الزوجية والأسرية بعين الرعاية، وتوعوية الزوجين بطرق الوقاية بكيفية التعامل مع المشاكل، التي تكون جزءا من حياتهما بسبب الجهل المركب لكلًا منهما، وحلها يحتاج جهدًا كبيرًا يبدأ من تربية الأبناء داخل الأسرة، ويمتد إلى اختيار الإعلام الهادف، والبحث عن الاستشارات من المختصين أو حضور الدورات التأهيلية قبل وبعد الزواج.
من جانبه وجه أعضاء مجلس إدارة جمعية البر الخيرية بسنابس، شكرهم وتقديرهم للاختصاصية أنوار الفتيل بوقفة تكريم نظير جهودها المبذولة، وتعاونها المثمر مع مركز سنا للإرشاد الأسري في تعزيز الوعي الأسري والاجتماعي لأفراد المجتمع.