#جمعية_البر_الخيرية_بسنابس
*في سنابس المرشد الأسري العليوات يحمل الوالدين المسؤولية ويحذر من الصدام مع المراهقين*
سجى الحريري - اللجنة الاعلامية - تصوير حسين الحبيب - جاسم الأبيض
أكد المرشد الأسري عبدالله حسن العليوات أن عملية التربية الكاملة مسؤولية الوالدين؛ وتكون إتجاه أفكارهم، وأفعالهم، وقراراتهم، وتشمل أيضاً الاعتراف بالعواقب الناتجة عن سلوكهم واختياراتهم سواء كانت إيجابية أم سلبية، كما أنها عنصرًا أساسيًا في الصحة النفسية والتطور الشخصي للأبناء خصوصًا فترة البلوغ؛ لتمنحهم القوة والثقة للتحكم في حياتهم والعمل بجد نحو تحقيق أهدافهم.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بعنوان "كيفية التعامل مع المراهقين واليافعين" مقر الجمعية الجديد، يوم الأحد 5 نوفمبر 2023، بحضور ٣٥ شخصًا من الأباء والأمهات، والمهتمين بالشأن التربوي والاجتماعي.
وهدف من تنظيم المحاضرة تثقيف وتوعوية أفراد المجتمع بالأساليب التربوية لفترة المراهقة، وتقديم الحلول للمشاكل التي يواجهها الوالدين من الأبناء، مع وضع الحلول والتوصيات التي تحلها وتخفف من وطأة هذه المشاكل.
استهل المحاضرة بكلمة ترحيبية من عضو مركز سنا للإرشاد الأسري حسين آل خيري للحضور الكريم، وتقديم تعريف بمقدم المحاضرة المدرب والمرشد الأسري عبدالله العليوات، موجزًا فيها سيرة العليوات في مجال الأرشاد الأسري، على مستوى محافظة القطيف.
من جانبه بدأ العليوات محاضرته بتدريب حواري بصورة العصف الذهني! طارحًا سؤالًا للحضور؛ إلى ماذا الصور المعروضة؟ فكان منها على سبيل المثال التاج على الرأس؟ معتبرًا العليوات التاج رمزًا للمسؤولية بكل جوانبها الأسرية والاجتماعية، وقال: "إنك بمجرد حصولك على هذا التاج تكون مسؤولًا عن أبنائك وأسرتك وحاجاتهم المعنوية والنفسية والاجتماعية".
وذكر أن مهمة الآباء مع الأبناء في الصغر هي حسن التنشئة والتربية والتعليم إلى أن يكونوا قادرين على إدارة أمورهم الشخصية وحل مشاكلهم، متطرقًا إلى النمو العقلي الذي يبدو ظاهرًا في العوامل الانفعالية كالخمول والتمرد، وإلى أثر النمو الجسمي على التحصيل الدراسي وفي شخصية الابن، مشيرًا إلى أن التأثير الأكبر يكون بمتابعة مشاهداته في وسائل التواصل الاجتماعي وطريقة تعاطيه معها!
وعرّف العليوات مفهوم البلوغ من النواحي الثلاث: الاجتماعية، البيولوجية، والمعرفية. والتي تتميز من خلال مرحلة النضج بتحسين التفكير المجرّد وكسب المعرفة، والتفكير المنطقي، ملفتًا لأثر الانفعالات المسيطرة على مرحلة البلوغ، ومنها: البحث عن الهوية، الرغبة في الاستقلال والسيطرة، الانفعالات العاطفية والجنسية، والبحث عن تحرير القيم.
وقدم العليوات نماذجَ لبعض القصص والمشاكل الأسرية من واقع الحياة تمت معالجتها بصعوبة خلال الاستشارات التي قدمها، موضحًا بأن أغلب هذه المشاكل بدأت منذ تنشئة الأبناء فكانت النتيجة مؤثرة سلبًا خصوصًا على الأبناء، مما خلق لديهم الانطوائية والبحث عن العزلة، وهي من أكثر المشاعر التي تقود المراهق إلى الانغلاق الاجتماعي وعدم الاكتراث بما يدور من حوله! وكان تركيزه حول الأمور العائلية والمشكلات بين الوالدين، وعليها ظهر لديه العدوانية تجاه رفاقه في الصف أو أصدقائه في الحي، وتكون هذه العدوانية سببًا مباشراً لخسارة الكثير من الأصدقاء.
وركز العليوات على أهمية الحوار بين الآباء والأبناء وضرورة إعطائهم المساحة الكافية للتعبير عن مشاعرهم وإبداء وجهات نظرهم حول الأمور التي تخصهم، والإصغاء إليهم، وإخراج ما بداخلهم من أفكار لتعطي هذه الحوارات هدفها الإيجابي، حيث أكد أن فتح باب الحوار من قبل الآباء هو مدخل لحل جميع المشكلات التي قد تحدث بعيدًا عن أعينهم، وإن كل تلك الحوارات والمبادئ تؤهل الأطفال لاكتساب شخصيات قوية في المستقبل.
وأرجع الخجل والانطواء عند المراهق لأسباب متعددة، أهمها: عجزه عن مواجهة مشكلات المرحلة، وأسلوب التنشئة الاجتماعية الذي ينشأ عليه، فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعوره بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، في حين أن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فيحدث صراع لديه، ويلجأ إلى الخروج وتكوين صداقات غير جيدة ومشاكل لا تحمد عقباها.
وتسأل العليوات هل نحن بحاجة إلى معرفة خصائص مرحلة البلوغ؟ ولماذا؟ مجيبًا على ذلك؛ أن مرحلة المراهقة تعصف بالآباء قبل الأبناء! لابد من هذه المعرفة لمحاولة التعرف على كيفية التعامل مع الأبناء، فمعرفة اختلاف مراحل النمو سواء كانت ؛ مبكرة، متوسطة، متأخرة، بالإضافة إلى معرفة خصائص هذه المرحلة كفيلة بتمرير هذه المرحلة بسلام.
وعدّد المشكلات التي تواجه اليافعين ومنها؛ القلق، والتوتر، الشعور بالنقص، عدم الثقة بالنفس، سهولة الاستثارة، ضعف العزيمة والإرادة، متطرقًا إلى دراسة جامعة برنقهام- بونا الأمريكية التي تناولت الألعاب الالكترونية وكيف تؤدي إلى العزلة والانطواء والعدوانية.
وتحدث قائلاً: كل إنسان يمارس حقه يشعر بالسعادة! وهي الإحساس بالمتعة والانبساط، وهي شعور ناتج عن عمل يحبه الإنسان، أو يكون ناتجاً عن شيء قام به آخرون لشخص ما، فيجعله يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط، لذلك تقبلوا أبناءكم بكل ما لديهم، امنحوهم الحب والرضا والهدوء.
وحذر من حدوث صدام بين المراهق وبين الوالدين فجلُّ ما يريد هو اكتشاف نفسه وتجربة كل شيء وفرض شخصيته، بل لابد من تقويمها حتى يصل للنضج ويتحمل مسؤولية نفسه.
وقدّم العليوات للحضور استشارة لكيفية التعامل مع اليافعين ومنها : التواصل الذي يحقق نتائج ايجابية بنسبة 70 ٪ كذلك الاحتواء، الاحترام، العطاء، التغافل مع التسامح، التعايش، التكيف، التوافق، موجهًا نصيحة لأولياء الأمور بتقوية علاقاتهم مع الأبناء وذلك من خلال: تقييم قياس العلاقة، تعلم الإصغاء، التفهم لما هو قادم، فن الانتباه، فهم المشاعر حتى تتحقق الأهداف المرجوة في طرق التعامل مع الأبناء وتحسين جودة المستوى الأسري والاجتماعي.
اختتمت المحاضرة بوقفة شكر من إدارة جمعية البر الخيرية بسنابس يمثلها رئيس الجمعية حسين أبو سرير وعدد من أعضاء مجلس الإدارة للحضور الكريم، وبالأخص للمدرب العليوات على تلبية الدعوة وتقديم معلومات قيمة للجميع.